رب صورة أبلغ من ألف مقال

الأربعاء، 24 مارس 2010




رب صورة أبلغ من ألف مقال... نعم اخوتي قد تكون الصورة معبرة الف مرة من الكلمات

يقول الفيلسوف الشهير أرسطو :


" إن التفكير مستحيل من دون صور "


وأما الباحث الفرنسي جون دافينيون فيقول :

" الصورة الفوتوغرافية هي تجربة جمالية و خيال اجتماعي فهي لا تخاطب حاسة البصر لدى المتلقي بل تحرك سواكنه و حواسه و مخزونه العاطفي و الإجتماعي " .
فلا عجب من ذلك إذ أن التصوير الفوتوغرافي هو أسرع الوسائل وصولاً ومباشرة في الاقتراب من الواقع , والصورة تملك تأثيراً غير محدود في المجتمع المعاصر , فكم من حرب قامت وأخرى اُخمدت وثورة ظهرت ودمعة نزلت كان السبب من ورائها صورة فوتوغرافية .
عزرا اخوتي فان الصور المختارة وللأسف أن أغلبها يحكي عن جريمة بني البشر في الحروب والصراعات , واستقر الاختيار على مجموعة باعتقادي الشخصي أنها من أكثر الصور تأثيراً في العصر الحديث :








صورة لا تنفع معها الكلمات صورة الطفل الأفريقي الذي يحتضر وخلفه نسر من أكلة الجيف , وأحدثت ردود فعل إنسانية عالمية عظيمة وتجاوبت معها دول وشعوب العالم وسارعت إلى إغاثة أفريقيا , وهي ما نشاهدها في اعلانات هيئة الإغاثة الاسلامية العالمية .






في بلاد الرافدين ومهد الحضارات العريقة , سيدة تنحني لتروي ظمأها من مياه الصرف الصحي , وهذا إحدى نتائج الحرب على العراق الشقيق .وفي رواية اخرى للصورة انها اثناء الحرب والقصف الصهيوني على مدينة غزة الفلسطينية .





طفلة فيتنام الشهيرة التي تركض عارية بعد قصف بلدتها من قبل القوات الأميركية , وكنت قد دونت سابقاً عن هذه الصورة .





صورة الطفلة كيم فوك التي تهرول عارية وسط الطريق هاربة من نيران الحرب الأمريكية على فيتنام وهي الصورة التي أفزعت العالم و عجلت بإنهاء حرب فيتنام , وقد نجت من الموت بعد التخلص من ملابسها المحترقة بعد أن أحرقت النيران جسدها البريء بقنابل النابالم المحرمة دوليا . ولاحقا قابلت هذه الفتاة الطيار الأمريكي الذي قام بشن الهجوم الجوي على قريتها، وأعلنت مسامحتها له بل وصافحته متناسية ما كبده لها ولبلدها من خراب وتشريد.







تشبث بالحياة من يد طفل وهو في رحم أمه أثناء إجراء عملية جراحية . فسبحان الله الخالق المصور ....


مسن يقبل يد أحد الجنود الأمريكان في صورة أخرى من الذل العربي في بلاد الرافدين . أين انتم ياعرب وهل وصلنا الى هذه الدرجة وقل ربي اغفر وارحم وانت خير الراحمين .

طلاب يابانيون يدرسون في العراء بعد شهر واحد من إلقاء القنبلة النووية التي قتلت اكثر من 70 ألف نسمة داخل المدينة وأبادت كل معاني الحياة , وهذا برأيي سر التفوق الياباني !

براءة الأطفال في بلاد الأفغان وهم يلعبون بأداوت بدائية فوق أطنان من النفايات !

صورة اقف واتأمل في معانيها كل يوم فمعناها كبير وليتنا نفهمها ونطبقها .... وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ... من أبلغ الصور في بر الوالدين !

وأخيراً مع هذا الصورة الصارخة لهذا الطير وهو يصرخ بجوار آخر قد فارق الحياة , وهي أحد الصور المتسلسلة لهذا المشهد الحزين !
والمشهد الفوتوغرافي مليئ بالملايين من الصور التي تحكي الواقع سواء على نطاق الحروب أو المجاعات أو الحياة البرية والبحرية وغيرها الكثير .دامت حياتكم مليئة بالصور المليئة بالحيوية والأفراح وزكرتني صورة هذا الطائر كلمات في مضمار اخر لكنها قريبة في المعنى وان كانت الصورة دائما اكثر تعبير من الكلمة وهي لقيس إبن الملوح إذ قال:

رمتني يد الأيام عن قوس محنة

فلا العيش يصفو لي ولا الموت يقرب

كعصفورة بيد طفل يهينها

تلاقي عذاب الموت والطفل يلعب

فلا الطفل ذو عقل يرق لحالها

ولا الطير مطلوق الجناح فيذهب

مع المودة دائما وابداً....مطر الحزن

0 التعليقات: