أوائل السودان ... فاقد تربوي

الأحد، 28 فبراير 2010

للمفارقة العجيبة الكل في ولاية الجزيرة احتفل بنبوغ ابنتهم خالدة عباس رمزي ونيلها المرتبة الاولى للشهادة السودانية في العام 1983مـ والكل توقع لها مستقبل زاهر ومضئ .....وعندما كنا ندرس في جامعة الجزيرة سمعنا عن هذه النابغة التي تخرجت من الجامعة في العام 1989 وهي تحرز اعلى المعدلات في الجامعة ماذا استفاد منها السودان.... او ماذا قدمت هي للسودان .... لا شئ يزكر بل رحلت في قافلة النسيان وهي تجلس الآن في منزلها بحي الدباغة وأختارت أن تكون ربة منزل!! والامثلة تكثر والمشكلة انها تستمر ..... وهذا يؤكد انهم قد يكونون فاقد تربوي وربما سوبر ......بالرغم من مرور أكثر من نصف قرن من استقلال السودان ولا مجال للخلاف أو الاختلاف في ان السودان يهدر موارده سواء ان كانت بشرية (اوائل ... نوابغ ... مميزين .... الخ ) او موارد اخرى .... مع كل ذلك فان الذهن ينصرف إلى الدخول في مقارنة بين ما كان عليه التعليم وما آل إليه، بالتدقيق في شعار(المجانية(الفعلية قديماً وبكل ما تقتضيه العملية التعليمية الآن اوافقكم الرآي ربما يكونون ضلعاً في المشكلة ولكن بالتأكيد هم ايضا قد يكونون حلاً لمشاكل اذا تم توظيفهم والاستفادة منهم .... في الحقيقة ونحن في هذا الحال تمر امامنا كمية من الاسئلة التي تحتاج الى اجوبة شافية ...... هل كانت الثورة التعليمية في السودان ذات اهداف معينة صاغها نفر من التجار ام اصحاب هم تعليمي قومي تعني بما سيؤول اليه البلد في ثورة سلام قادمة رائحة حريق تفوح قبل النضج؟ ماهي مرتكزات الثورة التعليمية التي عربت القواميس الجامعية الطبية وصار طالب الطب يدخل اليها فقط وهو ساقط اكاديميا ولغويا ليموت الضحية المواطن المسكين تحت رحمة المغلوب.... ما هو المطلوب إذن لإزالة هذا الكم الهائل من التشوهات التي لحقت بالجسد التعليمي,وما هو المطلوب حتى يستفيد السودان من هذه النوابغ والعقول التي شهد لها العالم اجمع فليس من المنطق ان يجمع العالم على نبوغهم وتفوقهم ونختلف نحن فيهم وننبذهم ودونكم امثلة لا تعد ولا تحصر .... فقط كل ذلك حتى تأخذ العربة وضعها السليم خلف الحصان .... وصحيح ان قصوراً شامخات قد ازدانت بها بعض المدن بأسم جامعات وكليات تعليمية ولكن أين هو الطالب المؤهل الذي يخرج من هذه الجامعات الا اذا كانت العبرة تكمن في المظهر لا الجوهر؟ أو هي في الكم لا الكيف؟

0 التعليقات: